الخميس، 5 أبريل 2012

أول من وضع النقاط على الحروف

كانت الكتابة في أول الأمر غير معجمة (غير منقوطة) ، ولا مقيدة بحركات (الفتحة،الضمة،الكسرة،السكون) فلما فشا اللحن (انتشر) والتوت الألسنة فكر العلماء بنقط الحروف، وتَذكُرُ الأخبارُ ثلا ثة أسماء في هذا المجال (أي العلماء الذين وضعوا نقط الحروف) وهم:
أبو الأسود الدؤلي، نصر بن عاصم، يحيى بن يعمر.
-أما أبو الأسود الدّؤلي فقد جاء إلى زياد فقال له: "أبغني كاتبا يفهم عني ما أقول (ياخذ الحركة من فمه إذا فتح فمه بالحرف وضع نقطة أعلى الحرف وإذا كسر وضع نقطة أسفل الحرف) فجيء برجل من عبد القيس، فلم يرض أبو الأسود فهمه، فأتي بآخر من قريش، فقال له-أبو الأسود- :إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة أعلاه، وإذا ضممت فمي فانقط نقطة بين يدي الحرف(أي داخل الحرف أو أمامه)، وإذا كسرت فمي فاجعل النقطة تحت الحرف، فإذا أتبعت شيأ من ذلك( أي أتبع فتح الفم أو ضمه أو كسره) غنّة(فالغنة لغة صوت له رنين في الخيشوم وفي اصطلاح علماء التجويد صوت خفيف يخرج من الخيشوم ولا عمل فيه للسان وتمد.)فاجعل النقطة نقتطين، ففعل ذلك- الرجل الذي من قريش فعل ما آمره به أبو الأسود- هذا نقط أبي الأسود الدؤلي"
-أما نصر بن عاصم، فقد ذكر الجاحظ في كتاب الأمصار أنه أول من نقط المصاحف، وكان يقال له نصر الحروف.
وذكر ابن حجر أنه لما انتشر اللحن في العراق فزع الحجاج إلى كتّابه وسألهم أن يضعوا لهذه الحروف المشتبهة علامات، فيقال: إن نصر بن عاصم قام بوضع النقط أفرادا وأزواجا، وخالف بين أماكنها، فغبر الناس زمانا لايكتبون إلا منطوقا فكان مع استعمال النقط أيضا يقع التصحيف، فأحدثوا الإعجام..."
-أما يحي بن يعمر فإن الرويات تذكر أنه نقط مصحفا لابن سيرين، وأن يحيى أو من نقط المصاحف.
وذكر الدكتور عبد المتعال سالم أن هناك فرقا بين عمل أبي الأسود ونصر بن عاصم، فإن أبا الأسود نقط المصحف تنقيط إعراب، ونصر ابن عاصم نقطه تنقيط إعجام. ويرجح صاحب كتاب أصول الإملاء ماذهب إليه الدكتور عبد العال سالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق