الأحد، 1 أبريل 2012

أول من أسلم من الموالي

نسبه : 

قال ابن هشام ‏‏:‏‏ زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبدالعزى بن امرىء القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة ‏‏.‏‏

 إسلامه :

ما حمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- تبعة الرسالة حتى كان زيد ثاني المسلمين، بل قيل أولهم... أحبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حبا عظيما، حتى أسماه الصحابة (زيد الحب)، وقالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (ما بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن حارثة في جيش قط الا أمره عليهم، ولو بقي حيا بعد الرسول لاستخلفه)... لقد كان زيد رجلا قصيرا، أسمرا، أفطس الأنف، ولكن قلبه جميع، وروحه حر... فتألق في رحاب هذا الدين العظيم.

 قصة سبائة :


هو زيد بن حارثة بن شراحيل من بني قضاعة، أبوأسامة، حبّ رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وقد كان زيد قد أصابه سباء في الجاهلية فاشتراه حكيم بن حزام فيسوق حباشة، وهي سوق بناحية مكة كانت مجمعًا للعرب يتسوقون بها في كل سنة، اشتراهحكيم لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فوهبته خديجة لرسول الله  صلى الله عليه و سلم فتبناه رسول الله  صلى الله عليه و سلم بمكة قبل النبوة، وهو ابن ثمان سنين وكان رسول الله  صلى الله عليه و سلم أكبر منه بعشر سنين, وقد قيل: بعشرين سنة وطاف به رسول الله صلى الله عليه و سلم  حين تبناه على حلق قريش يقول: "هذاابني وارثًا وموروثًا", يشهدهم على ذلك.
وقالأبوه حارثة بن شراحيل, حين فقده:
بكيـت علىزيد ولم أدر ما فعل *** أحي يرجى أم أتى دونه الأجـل
فوالله ماأدري وإن كنت سائلاً *** أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل
فيا ليتشعري هل لك الدهر رجعة *** فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل
تذكرنـيهالشمس عنـد طلوعه *** وتعرض ذكراه إذا قـارب الطـفل
وإن هبـتالأرواح هيجن ذكره *** فيا طول ما حزني عليه ويا وجـل
سأعمل نصالعيس في الأرض جاهدًا *** ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل
حـياتي أوتـأتي عـلي منيتي *** وكل امرئ فان وإن غـره الأجـل
سـأوصي بهعمرًا وقيسًا كليهم *** وأوصى يزيدًا ثم من بعـده جـبل
يعنىجبلة بن حارثة أخا زيد وكان أكبر من زيد, ويعني يزيد أخا زيد لأمه وهو يزيد بن كعببن شراحيل فحج ناس من كلب فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه, فقال لهم: أبلغوا عني أهليهذه الأبيات فإني أعلم أنهم قد جزعوا علي فقال:
أحن إلىقومي وإن كنت نائيًا *** فإني قعيد البيـت عند المشـاعر
فكفوا منالوجد الذي قد شجاكم *** ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر
فإني بحمدالله في خـير أسرة *** كرام معد كابرًا بعـد كابـر
فانطلقالكلبيون فأعلموا أباه فقال: ابني ورب الكعبة ووصفوا له موضعه وعند من هو. فخرجحارثة وكعب ابنا شراحيل لفدائه وقدما مكة فسألا عن النبي r فقيل: هو في المسجد فدخلا عليه فقال: يا ابن عبد المطلب يا ابنهاشم يا ابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله وجيرانه تفكون العاني وتطعمون الأسيرجئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه. قال: "ومنهو",قالوا: زيد بن حارثة. فقال رسول الله r: "فهلا غير ذلك"!
قالو:وما هو قال: "ادعوه فأخيره فإناختاركم فهو لكم وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا".قال: قد زدتنا على النصف وأحسنت فدعاه فقال: "هل تعرف هؤلاء", قال: نعم.قال: "من هذا", قال: هذا أبي,وهذا عمي. قال: "فأنا من قد علمتَ ورأيتَ صحبتي لك فاخترني أو اخترهما". قال زيد: ما أنا بالذي أختارعليك أحدًا، أنت مني مكان الأب والعم. فقالا: ويحك يا زيد!
أتختارالعبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وعلى أهل بيتك!
قال:نعم قد رأيت من هذا الرجل شيئًا. ما أنا بالذي أختار عليه أحدًا أبدًا. فلما رأى رسول الله  صلى الله عليه و سلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال: "يا من حضر,اشهدوا أن زيدًا ابني يرثني وأرثه". فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما فانصرفا. ودعي زيد بن محمد حتى جاء الإسلام فنزلت: {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5]. فدعي يومئذ زيد بن حارثة ودعي الأدعياء إلى آبائهم فدعي المقداد بن عمرو وكان يقال له قبل ذلك:المقداد بن الأسود؛ لأن الأسود بن عبد يغوث كان قد تبناه.
وذكرمعمر في جامعه عن الزهري قال: ما علمنا أحدًا أسلم قبل زيد بن حارثة.
كانرضي الله عنه أول من أسلم من الموالي، أسلم في العشرينات من عمره، وكان ربيب بيت النبوة, فلا شك أنه أخذ عن حبيبه رسول الله  صلى الله عليه و سلم الكثير.
ونزل في حقه قرآن يتلى إلى يوم الدين: عن قتادة في قوله تعالى: {وَإِذْتَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْه} [الأحزاب: 37], وهو زيدبن حارثة أنعم الله عليه بالإسلام وأنعمت عليه, أعتقه رسول الله  صلى الله عليه و سلم ،بل إنه الوحيد من صحابة رسول الله  صلى الله عليه و سلم الذي جاء اسمه في كتاب الله: {وَإِذْتَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْلا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُاللَّهِ مَفْعُولاً} [الأحزاب: 37].
وعن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه كان يقول: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزل في القرآن: {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّه} [الأحزاب: 5].

في قصة زواجه من زينب وتطليقه لها وزواج الرسول صلى الله عليه و سلم منها:

عن عمر بن عثمان الجحشي عن أبيه قال قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة وكانت زينب بنت جحش ممن هاجر مع رسول الله  صلى الله عليه و سلم وكانت امرأة جميلة فخطبها رسول الله صلى الله عليه و سلم على زيد بن حارثة فقالت: لا أرضاه وكانت أيم قريش، قال: "فإني قد رضيته لك"، فتزوجها زيد.. الحديث.
قال ابن عمر فحدثني عبد الله بن عامر الأسلمي عن محمد بن يحيى بن حبان قال جاء رسول الله  صلى الله عليه و سلم بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد إنما يقال له: زيد بن محمد فربمافقده رسول الله  صلى الله عليه و سلم الساعة فيقول: أين زيد فجاء منزله يطلبه فلم يجده, فتقوم إليه زينب فتقول له: هنا يا رسول الله فولى يهمهم بشيء لا يكاد يفهم عنه إلا سبحان الله العظيم سبحان الله مصرف القلوب فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن رسول الله  صلى الله عليه و سلم أتى منزله فقال زيد ألا قلت له يدخل قالت قد عرضت ذلك عليه وأبى قال فسمعته يقول شيئا قالت سمعته حين ولى تكلم بكلام لا أفهمه وسمعته يقول سبحان الله العظيم سبحان الله مصرف القلوب، قال: فخرج زيد حتى أتى رسول الله  صلى الله عليه و سلم , فقال: يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي, فهلا دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله, لعل زينب أعجبتك فأفارقها فيقول رسول الله  صلى الله عليه و سلم :أمسك عليك زوجك فما استطاع زيد إليها سبيلاً بعد ذلك, ويأتي رسول الله  صلى الله عليه و سلم فيخبره, فيقول: أمسك عليك زوجك, فيقول: يا رسول الله إذًا أفارقها, فيقول رسول الله  صلى الله عليه و سلم : احبس عليك زوجك, ففارقها زيد واعتزلها وحلت, قال: فبينما رسول الله صلى الله عليه و سلم جالس يتحدث مع عائشة رضي الله عنها, إذ أخذت رسول الله  صلى الله عليه و سلم غيمة ثم سري عنه وهو يتبسم وهو يقول: من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله عز و جل زوجنيها من السماء وتلا رسول الله r: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْه} [الأحزاب: 37]. القصة كلهاقالت عائشة رضي الله عنها: فأخذني ما قرب وما بعد لما كان بلغني من جمالها وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها ما صنع الله لها, زوجها الله  عز و جل من السماء, وقالت عائشة: هي تفخر علينا بهذا.
حدثناأبو قتادة فارس رسول الله  صلى الله عليه و سلم قال: بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم جيش الأمراء, قال: "عليكم زيدبن حارثة, فإن أصيب زيد فجعفر, فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة",فوثب جعفر فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله, ما كنت أرغب أن تستعمل عليَّ زيدًا,فقال: "امض فإنك لا تدري في أي ذلك خير",فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله, ثم إن رسول الله صلى الله عليه و سلم صعد المنبر وأمر أن ينادى: الصلاة جامعة: فقال: "ألاأخبركم عن جيشكم هذا الغازي, انطلقوا فلقوا العدو فأصيب زيد شهيدًا, استغفروا له فاستغفر له الناس, ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدًا, استغفرواله, ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فثبتت قدماه حتى قتل شهيدًا, استغفروا له ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء, هو أمر نفسه, ثم رفع رسول الله  صلى الله عليه و سلم ضبعيه, ثم قال: اللهم هو سيف من سيوفك فانصره فمن يومئذ سُمي خالد بن الوليد سيف الله".
وكانت مؤتة في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، وقتل زيد يومئذ وهو ابن خمس وخمسين سنة.

المصدر : من فقرة قصة سبائة ( موقع قصة الإسلام )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق